الساعة 00:00 م
السبت 11 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

خاطر: حرب غير مسبوقة على الأسيرات والضرب هو التطور الأخطر

استشهد 67 فردا من عائلته وأنسابه

بالفيديو أب فلسطيني وطفليه يناضلون طلبًا للعلاج المفقود في غزة  

حجم الخط
طفلان جريحان.jpg
رفح- تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء:

أصبح الدواء وسيلة للعلاج واللعب في غرفة صفيح يعيش بداخلها طفلي الجريح أحمد عمارة النازح من غزة إلى مدينة رفح في جنوبي القطاع، حيث يكافح من أجل تضميد جراحه ومتابعة علاج طفليه الجريحين.

وعمارة وطفليه مايا 6 سنوات ووليد 4 سنوات هم الناجون الوحيدون من بين 70 فردا من عائلته وأنسابه من القصف الإسرائيلي الذي استهدف عمارتهم السكنية في منطقة المغراقة الريفية وسط قطاع غزة في السابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

صراع من أجل البقاء

يقول عمارة بصوت متقطع حزين لوكالة سند للأنباء "من يوم ما الاحتلال قصف بيتنا وقتل أبويا وأمي وزوجتي وإخواني وأنسابي وأنا في جحيم رحلة علاجي وعلاج أطفالي التي لا تنتهي".

ويضيف "أنه بقي حوالي ثلاثة أيام مستيقظا تحت الركام مع طفليه يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة، وفي نهاية المطاف نجوا وجرى استخراجهم ونقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى حيث تلقى العلاج هناك.

وتضع قوات الاحتلال قيودًا عل ىسفر الجرحى للخارج؛ إذ رغم عدم وجوده الفعلي على المعبر، إلا أن مصادر أكدت أن كشوف الجرحى والمسافرين تحول إليها للموافقة قبل السفر، ولذلك ترفض وتعيق سفر غالبية الجرحى.

ويوضح عمارة (35 عاما) وهو من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة أنه أمضى 80 يوما، وهو متكئا على ظهره حيث يعني من كسور بالغة جراء إصابته بعدد من الشظايا بينما فقد طفله وليد كليته في حين فقدت طفله مايا الإحساس بيدها.

ويشير إلى أنه عاش في المستشفى لحظات قاسية ومروعة، وقال: "أنا جريح لا أقوى على الحركة، وطفلي وليد وطفلتي مايا يتنقلان بين غرف العمليات والتأهيل والمتابعة".

تحويلة طبية بلا تنفيذ

ومع اشتداد القصف وإطلاق النار حول المستشفى واختراق إحدى الرصاصات نافذ حجرته، نقل عمارة مع طفلية إلى مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، ومن ثم جرى تسكينه في غرفة صفيح داخل مدرسة تحولت إلى مركز إيواء.

ويتابع عمارة "معي تحويلة طبية من 70 يوما وأطفالي محتاجي رعاية طبية واليوم المستشفى ما فيها مكان وأصبح أعيش عنا في هذه الغرفة الصغيرة أمارس دور الأب والأم الجد والطبيب والممرض".

ويقول "ابني وليد بعد ما استأصلوا كليته أصبحت مناعته ضعيفة وكل يوم والثاني حرارته ترتفع ومحتاجة متابعة ورعاية وعلاج وإحدى المستشفيات الميدانية العربية في رفح رفض استقباله رغم خطورة حالته".

ويضيف "أما بنتي مايا فكما ترى يدها لا تستطيع رفعها وأجرت عملية في ركبها وزرع خلايا لكن دون جدوى".

شراء الدواء

ومثل معظم الجرحى يضطر عمارة إلى شراء الدواء لأطفاله، وقال وهو يرفع إصبع برهم "هذا ثمنه 120 شيقل (3.8) وكل أسبوع لازم أشتري واحد". 

ويواجه الآلاف من الجرحى الفلسطينيين آلاما ومعاناة لا توصف، في وقت تواجه المستشفيات خطر الانهيار الشامل مع تواصل الحرب الإسرائيلية المروعة في قطاع غزة المكتظ بالسكان لليوم 116 على التوالي.

وتتضاعف معاناة المصابين بالمستشفيات في ظل نقص المستهلكات الطبية، ويعاني بعضهم من عدم وجود من ينظف لهم الجروح بعد البتر، إضافة إلى القيود المفروضة على سفرهم للخارج لتلقي العلاج، مما يعرضهم لخطر الإصابة بالعدوى والموت.

انهيار وشيك للنظام الصحي

ويقول للناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة لوكالة سند للأنباء: إن "النظام الصحي في غزة على وشك الانهيار مع استمرار المحرقة الإسرائيلية ضد شعبنا".

ويضيف أن جيش الاحتلال دمر عمدا المرافق الصحية بما في ذلك مستشفيات الشفاء الأكبر في القطاع والإندونيسي والعودة وكمال عدوان والمعمداني والقدس ما تسبب في تراكم أعداد الجرحى التي امتلأت بأكثر من 300 بالمئة من طاقتها الاستيعابية.

ويؤكد القدرة أن أكثر من 7 آلاف جريح هم بحاجة ماسة الآن لمغادرة قطاع غزة وتلقي العلاج في مستشفيات عربية وأجنبية لكن القيود التي تمارسها إسرائيل ضد سفرهم تحول دون ذلك.

وما زال الجريح عمار العمريطي ينتظر الحصول على إذن للسفر خارج قطاع غزة من أجل تركيب طرف صناعي من أجل أن يعود إلى ممارسة حياته الطبيعية.

وعمارة تعرض منزله في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة لغارة إسرائيلية سوته بالأرض في الأول من نوفمبر/ تشرن الثاني الماضي.

وبعد أن تلقى العلاج في مستشفى شهداء الأقصى ونظر لتدهور الحالة الأمنية حول المستشفى جرى نقله إلى رفح حيث يعيش مع نجلة في غرفة صفيح لا تتجاوز مساحتها عشرة أمتار في مدرسة تحولت إلى مركز إيواء في رفح.

ويقول عمارة: "معي تحويلة من شهرين وبأمل من الله -عز وجل- وكل من يسمعني أن يساعدني في الخروج من غزة لتركيب طرف صناعي." 

ويضيف عمار بنبرة يكسوها الصبر "لا أريد شيئا أو مساعده من أحد سوى أن أقف على قدمي من جديد".